نستنتج من مجمل التربية الإسلامية ان هناك عنصراً أساسياً يجب أن يتوفر في
إسلوب التربية هو عنصر * الحب و العاطفة الإنسانية * حتى ورد عن النبي "صلى
الله عليه وآله " من قبل ولده كتب الله له حسنة.. ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة.وقال "صل الله عليه وآله " : أحبوا الصبيان وارحموهم.. وإذا وعدتموهم شيئاً فوفوا
لهم.. فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم.
ويوماً كان النبي "صل الله عليه وآله " يقبّل الحسين والحسن عليهما السلام
ويضمهما إلى صدره.. فاعترض عليه الأقرع بن حابس قائلاً: إن لي عشرة من الأولاد
ماقبلت واحداً منهم.
فاغتاظ النبي "صل الله عليه وآله " وقال له: ماعليّ إن نزع الله الرحمة منك.
ونظر الرسول "صل الله عليه وآله " الى رجل له ابنان.. فقبل أحدهما وترك الآخر..
فقال له "صل الله عليه وآله " ((فهلا ساويت بينهما)) .
إنها مبادئ تربوية تؤكد ضرورة تكريم الأطفال واليافعين وحبهم واحترامهم ليخلق ذلك
فيهم الثقة والحيوية والكرامة والإبداع والكفاءة العالية في الحياة.. حتى ورد عن الإمام
الصادق عليه السلام : إن الله ليرحم الرجل لشدة حبه لولده.
وعن بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام: ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ولم يرقّر كبيرنا.
::: التأديب واحياء المواهب المكبوته :::[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يحسن بالآباء والأمهات أن يوجهوا أطفالهم منذ الصغر نحو الخالق.. وتلقينهم اصول الإيمان به بإسلوب تدريجي مبسط.. وإفهامهم ان من أعظم الواجبات الدينية هوطلب مرضاة الله واطاعة أوامره.
فالأباء الذين يحيون النوازع الإيمانية لدى الطفل ويربونه ـ تربية إيجابية ـ منذ نعومة أظفاره.. إنما يعززون الإحساس بالمسؤولية في نفسه.. وبذلك يكونون قد أدّوا أول واجباتهم في الجانب التربوي.
::: التأديب.. ضرورة ملحة للأطفال :::[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعتبر تأديب الأطفال وتربيتهم في المنظور الإسلامي.. أهم بكثير من تلبية احتياجاتهم الجسدية.. لأن الطفل الذي يتلقى توجيهاً منحرفاً.. لا يضر نفسه فقط وانما يجني على والديه ومجتمعه أيضاً. ولو تفحصنا احاديث أهل البيت " عليهم السلام" في حقل التربية والتأديب.. لإدراكنا أهمية الأدب الحسن والتربية القويمة حق الإدراك والمعرفة.
فأمير المؤمنين " عليه السلام" يقول في هذا الصدد: ( مانحل ولداً الذاً نحلاً أفضل من أدب حسن ).
وللإمام السجاد " عليه السلام" في حق التربية والتعليم.. كلاماً غاية في الأهمية.. إذ يقول.. ناصحاً: ( وأما حق ولدك فإن تعلم أنه منك.. ومضاف إليك في عاجل الدنيا وآجلها.. بخيره وشره. وأنت مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل.. والمعونة له على طاعته.. فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه.. معاقب على الإساءة إليه ).وليست تربية الأبناء تربية متزنة واجباً انسانياً فحسب.. بل هي فريضة دينية مقدسة.. لذا يقول الإمام الصادق "عليه السلام " : ( وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته.. وتحسين اسمه.. والمبالغة في تأديبه ) .