حوار بين طفله وابيها

حوار بين طفله وابيها

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
للحسين بن علي عليهما السلام جاذبية خاصة في قلوب المؤمنين وحرارة عجيبة تبقى مشتعلة في القلوب لا تنطفئ وأبدا وذكر خالد لا يندثر ولا يمحى
يعرفه الكبير والصغير ويبكي على مصابه حتى الطفل الرضيع
وفي هذه الدقائق القليلة سأتوقف مع الطفولة البريئة لأبين لها سيرة أبي عبد الله الحسين عليه السلام من خلال حوار سهل وبسيط جرى بيني وبين إحدى بنياتي
يشتمل على بعض الأسئلة التي من خلالها يتبين لمن يشكك في ولائنا للحسين ليبدي بأنه هو من يعرف الحسين وهو من يشايع الحسين وواقعه يقول أنه لا يعرف الحسين وأنه لا يحبه بل يكن له البغض وينصب له العداء ويربي أبنائه ليكونوا مثله لا يعرفون عن الحسين إلا أنه خارجي خرج على إمام زمانه
اما نحن فنربي أبناءنا على ود الحسين وعشق الحسين والولاء الخالص للحسين وأبيه وجده وأخيه وأمه وبنيه بعد أن نبين لهم من هم آل البيت وما منزلتهم عند الله جل وعلا وما واجبنا تجاههم ليكونوا موالين لهم عن علم ومعرفة لا عن تقليد أعمى يودي بهم مستقبلا إلى ما لا يحمد عقباه
وبعد هذه المقدمة سأدخل في الحوار مع طفلتي الصغيرة فتابعوا الحوار يرحمكم الله
بنيتي: أبدأ معك كلماتي بإبداء الطيبة
فهل تعرفي بماذا أحييك
أبتي: لقد علمتني أن أفضل تحية أبدأ بها مع من ألتقي بهم هي تحية الإسلام فبإمكانك أن تحييني بها
بنيتي: تستحقي لإجابتك هذه عشر درجات فهي حقا التحية المباركة التي علمنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وهي تحية أهل الجنة لأن فيها اسم السلام وأهل الجنة يدخلونها بسلام آمنين
فالسلام علكم ورحمة الله وبركاته
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أيتها الغالية
بنيتي: لقد رحل شهر ذو الحجة وهل علينا شهر المحرم وهو مفتاح السنة الهجرية وفيها يهنئ المسلمون بعضهم بعضا ومن هنا أقدم لك التهنئة بحلول عام جديد فيه الخير والمحبة لك ولكل أطفال المسلمين
أبتي: هل نسيت أن مفتاح كل سنة هجرية تحل فيه مصيبة عظمى وجريمة كبرى قام بها أعداء الدين سفكوا فيها دماء سبط النبي الأمين وذبحوه كما يذبح الكبش ومن ثم طحنوا أضلعه بحوافر الخيل وأحرقوا الخيام التي تأوي عائلته ومن ثم أخذوهم سبايا إلى مجالس الطغاة المنافقين
فهل يطيب لك تهنأتي بالعام الجديد والمؤمنون كلهم في حداد على ابن خير النبيين أجبني ارجوك يا أبي
بنيتي: أنا لا ولن أنسى مصاب سيد الشهداء فهو في القلب بادي لكني أحببت أن أمتحنك فوجدتك قد أجبت بكلمات راقية تستحق التقدير
بنيتي: بما أنك ذكرتي الحسين وبينتي حبك له فهل بالإمكان أن تحدثيني عن سيرته العطرة ولو باليسير اليسير
حبا وكرامة يا أبي سأتحدث معك في هذه الجلسة الطيبة عن حياة سيد الشهداء عليه السلام وأحتاج منك إلى أن تبين لي عن أي شيء أتحدث فالحسين سيرته عظيمة وحياته مليئة بالخير والمواقف الجليلة التي لا يمكن لي ذكرها إلا من خلال سؤالك لك
نعم بنيتي سأسألك بعض الأسئلة وأريد منك أن تجيبيني عن كل سؤال على حدة
وأبدأ سؤالي لك عن اسمه وسنة مولده ومن هما أبواه وما هي قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله
نعم أبتاه: سأجيبك عن هذا السؤال بكلمات قليلة وأتمنى أن تكون وافية وكافية بإذن الله
اسمه: الحسين ولد في الثالث من شهر شعبان سنة ثلاث أو أربع من الهجرة أبواه عظيمين جليلين
فأبوه سيد الموحدين وإمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
وأمه بضعة النبي الأمين وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليه السلام
أما عن قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله فهو السبط الثاني لرسول الله وابن بنته وهو من رسول الله ورسول الله منه ومعنى ذلك أن الدين كان محمدي المنشأ وحسيني البقاء
نعم بنيتي: لقد أوضحت بما يكفي فشكرا جزيلا لك
بنيتي: أسألك عن مكان ولادة سيد الشهداء عليه السلام
أبتي: لقد ولد سيد الشهداء بالمدينة المنورة لتزداد نورا وتضيء إشراقة بإشراقة نوره المبارك
بنيتي: سؤالي الثالث لك ماهي مرتبة الإمام الحسين بين المعصومين ومرتبته بين الأئمة عليهم السلام أجمعين
أبتاه: الإمام يحتل المرتبة الخامسة من بين المعصومين ومرتبته الثالثة بين الأئمة الكرام الميامين عليهم السلام أجمعين
طفلتي الغالية: لن أطيل في اسئلتي لك حيث أني توصلت إلى أنك والحمد لله ملمة بحياة سيد الشهداء عليه السلام وسؤالي الأخير لك عن موقفه من تولي يزيد للخلافة والأحداث التي ترتب على هذا الموقف
أبي العزيز: الإمام الحسين عليه السلام كانت له رسالة عظيمة وهي أن يبقى دين الله حيا في نقوس المسلمين وحيث أن يزيد غير مؤهل لأن يكون خليفة عليهم وهو يتجاهر بالفسق وشرب الخمر وهذا يعترض مع هدف الحسين السامي لذا كان موقفه معارضا وبشدة لحكم يزيد وقد رفض بيعته له ولما كانت للحسين عليه السلام مكانته لموقفه هذا أثره السلبي على حكومة يزيد لذا أظهر حقده الدفين عليه ودس بين صفوف الحجاج ثلاثين شيطانا يقتلوه ولو كان معلقا بأستار الكعبة مما دعا به أن يترك الحج ويرحل بعائلته وأهل بيته إلى حيث الشهادة مجابها خلالها جحافل الحقد الذين تجمعوا في كربلاء لأجل القضاء عليه وارتكاب أبشع الجرائم في حقه وكان عليه السلام يعلم بمآله وأراد أن يفضح بدمه الطاهر المراق على أرض كربلاء حقيقة حكومة يزيد وهذا ما تم فعلا فبعد استشهاد الحسين بانت حقيقة يزيد وبدأت الثورات ضده وضد أزلامه الفسقة لينتهي بهم الأمر أن يصفوا من قبل المختار بن عبيدة الثقفي رضوان الله عليه
وعودا إلى مجريات أحداث كربلاء أذكر موقفا واحدا به انتهت المعركة وهذا الموقف يفتت قلبي الصغير ويجعلني أتأوه كثيرا على حاله وأصب الدمع هملا على مصابه ذلك الموقف الذي جزعت له هو قول طلبه من القوم شربة من الماء وهو صريع على رمضاء كربلاء فيأتيه شمر اللعين رافسا له برجله صاعدا بنعليه على صدره وأخذ يهبر أوداجه إلى أن احتز راسه بلا شقفة ولا رحمة ظامئا عطشانا وبعد ذلك أمر بن سعد اللعين أن يرض صدره بحوافر الخيل ومن ثم حرق الخيم على من فيها
هذه مقتطفات من حياة سيد الشهداء تمت بإذن الله وأرجو أن تكون نالت على استحسانك يا أبتاه
بنيتي العزيزة: إن ما ذكرتيه يقف له المؤمنون إجلالا وتقديرا فلقد أهملت العيون وكسرت القلوب بذكر هذه المصيبة التي هزت عرش الجليل وبكى لها جبرائيل وملائكة الله المقربينوالأنبياء والمرسلين وكل الأحرار من العالمين
أهنئ نفسي وأهنؤك على هذه المعرفة وهذا الولاء لسيد الشهداء عليه السلام

» قصة طفله في الابتدائيه
» حوار فرشاة الاسنا
» حوار بين اصابع اليد