محطات في مواقف السيد الحيدري المتقلبة من مرجعية السيستاني
ان من اعظم الأمور واشد الرزايا وأهول المخاطر ان تُجحد الحقيقة ويُنكر الحق ويُطمس المعلوم وتشتد الخطورة ويكبر الهول عندما يصدر الإنكار والجحود عن اشخاص نصبوا انفسهم دعاة الى الله وهداة للناس وحماة للدين والمذهب ولسان وصوت العلم والعقيدة ، ويزداد الحال سوءا عندما ينكر الحقيقة او يتنصل عنها او ينقلب عليها من دعى اليها واشار لها و كشف عنها وعمل على نشرها ، وهنا يكون الخطأ والزلل سببا في فساد الناس والمجتمع واضلاله (اذا فسد العالم فسد العالَم) وتعظم المصيبة عندما يكون الأمر مرتبط بمصير دين ومذهب ووطن وامة ومنصب وزعامة وقيادة تغير مجرى الأمور بجرة قلم ، قبل عدة اشهر وقع بين ايدينا كتيب او منشور يحمل عنوان "الحيدري والصدر في كشف النهج الاموي المنتشر" حيث تم توزيع هذا الكتيب بكثافة بين اروقة المجتمعات في البلاد وتم نشره على صفحات النت ومواقع التواصل الأجتماعي وغيرها وقد جاء فيه كلام حول ادلة واعلمية السيدين كمال الحيدري والشاهرودي وفي المقابل بيان بطلان اجتهاد واعلمية السيد السيستاني وعدم احقيته لتزعم الحوزة العلمية والمرجعية الشيعية والحق يقال ان ما تم طرحه من ادلة وبراهن قوية وساطعة تثبت صحة ما ذهب اليه السيد الحيدري والشاهرودي وما تجدر الأشارة اليه ان ما ذكر في هذا الكتيب لم يكن هو الدليل الوحيد الذي يكشف عن رأي السيد الحيدري بخصوص بطلان مرجعية السيد السيستاني وضعفها وإفلاسها العلمي وافتقارها للأثر والمؤلفات وان هناك ايدي مخابراتية خفية اجنبية اعطت المشروعية لمرجعية السيستاني فلقد صرح الحيدري عن ذلك قبل صدور هذا الكتيب من خلال اللقاء التلفزيوني الموثق صوريا وصوتيا عندما اجاب عن سؤال المقدم عن المؤسسة الدينية في النجف الأشرف فقال ((ان مرجعية السيد السيستاني تقليدية الغير فاعلة وخاملة اي غير فاعلة والتي يقتصر عملها وشغلها على
الحلال والحرام وقبض الحقوق والإستخارة وهناك ايادي مخابراتية خفية اجنبية هي التي اعطت المشروعية لمرجعية السيستاني وانه لايملك أي شيىء من العلم وليس له أي تأثير وإنما تأتيه الناس فقط من الناحية الإحترامية لا أكثر ولا أقل.....، )) الأمر الذي اثار بصيص امل في نفوس من ابصر حقيقة السيستاني ووقف على ما عمد على تغيبه الانتهازيين والمنتفعين من عباءة السيستاني من محتلين ودول جوار واقلمية وعالمية واذنابهم من سياسيين باعوا الدين والمذهب والوطن والشعب ، وهذا معناه ان السيد الحيدري فعلا يتنبى هذا الموقف والتشخيص والتقيم لمرجعية السيد السيستاني وان ماجاء في الكتيب او المنشور هو ترجمة حقيقية وبيان لموقف السيد الحيدري منها ،،، لكن وبعد عدة اشهر من انتشار الكتيب او المنشور وتناوله وتاثيره في الناس ووقوع الكلام فيه يظهر لنا السيد الحيدري ويصرح انه بريء من هذا الكتيب او المنشور وانه فتنة في محاولة منه للتنصل عن موقف كان هو الداعم والمخطط له والأمر به !!!!!!!!!!، ولنا هنا مع الموقف التنصلي الأنقلابي للسيد كمال الحيدري عدة محطات نسلط فيها الضوء على خفايا واسرار هذا التحول والأنقلاب
المحطة الأولى :
كما اشرنا سابقا ان مضمون المنشور فيما يخص السيد الحيدري وتقييمه لمرجعية السيد السيستاني هو امر واقعي يتبناه الحيدري وهو ومثبت بالصورة والصوت وما هذا الكتيب الا ترجمة وبيان لما صرح به السيد الحيدري في لقاءاته التلفزيونية وغيرها بخصوص مرجعية السيد السيستاني وهشاشتها وضحالتها العلمية وتبعيتها لأجهزة مخابرات غربية ، فان انكر السيد الحيدري المنشور فأنى له ان ينكر تصريحاته المثبتة بالصورة والصوت فيما يخص مرجعية السيستاني وفساد المؤسسة الدينية والعملية السياسية !!!!!!!!!،
المحطة الثانية :
ان المنشور او الكتيب قد تم توزيعه من قبل الأفراد الذين يقلدون السيد الحيدري وبتوجيه منه او من وكلائه او مكاتبه وقد تحمل هؤلاء مخاطر التوزيع وبطش مرجعية السيستاني واذرعها الأمر الذي سيحدث تصدعا وفجوة بين السيد الحيدري ومقلدوه على اعتبار انه خدعهم وتنصل عن امر قد تنباه ودعا اليه وأمرهم به وهذا يكشف عن مدى استخفاف الحيدري بمقلديه وانه كان يجر النار الى قرصه من وراء هذا الكتيب ، يقول الأمام الصادق عليه السلام
(ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر بها علمه، ويكثر بها حديثه، فذاك في الدرك الخامس من النار).
وهؤلاء هم العلماء الإنتقائيون الذين يريدون أن يرفعوا أنفسهم حتى لو كان بذلة الدين وتحطيم الرسالة وإضلال الناس .
وقال عيسى بن مريم عليه السلام وهو يشبِّه علماء السوء بتشبيه لطيف:
(الدنيا داء الدين، والعالم طبيب الدين، فاذا رأيتم الطبيب يجرّ الداء إلى نفسه فاتهموه، واعلموا انه غير ناصح لغيره)
المحطة الثالثة :
اذا كان السيد الحيدري صادقا في اعلان براءته من المنشور او الكتيب عليه ان يعلن ذلك صراحة وبكل وضوح وبعبارات لا تقبل التأويل او الحمل على اكثر من وجه وهذا يستلزم ايضا ان يعلن البراءة عن ما صدر منه من تقييم سابق عبر اللقاءات التفلزيونية وغيرها لمرجعية السيستاني الذي يصفها بالخاملة والمفتقرة الى الأثر العلمي وانها تابعة لأجهزة مخابرات غربية ،،، ولانعتقد انه يمكنه انكار ذلك لأن القضية مثبتة بالصورة والصوت ومؤرشفة
المحطة الرابعة :
ان تقيم السيد الحيدري وما طرحه في الكتيب او المنشور وماصرح به في لقاءات التلفزيونية المثبتة صورة وصوت اما ان يكون هو الحق والحقيقة (وهو الحق والحقيقة ) التي عمد على تغييبها المنتفعون من اجهزة مخابرات دولية وساسة المكر والخداع ممن تسلطوا على رقاب الناس وخصوصا في بلاد الرافدين والمؤسسات الدينية والإعلامية الخاضعة لسطوة السيستاني او المأجورة وهنا يكون من المحرم شرعا وأخلاقا وأمانة ان يتنصل السيد الحيدري عن موقفه وينكر ويجحد هذه الحقيقة وهذا مخالف لنهج ائمة اهل البيت عليهم السلام، قال الإمام علي (عليه السلام) : " ومن شر خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود العلماء إذا فسدوا المُظهِرون للأباطيل الكاتمون للحقائق " .وقال الأمام الكاظم (عليه السلام): «قل الحقّ وان كان فيه هلاكك فان فيه نجاتك ودع الباطل وان كان فيه نجاتك فانّ فيه هلاكك
المحطة الخامسة :
لقد بات الجميع يعرف ان مرجعية السيد السيستاني تبنت مواقف المهادنة والتمرير لمشاريع الاحتلال وما رشح عنه من دمار وخراب وحيف وظلم حل بالعراق وشعبه وكانت ولا تزال هي الداعمة والراعية والمحامية لساسة الذل والنفاق واوجب على الناس انتخابهم (( كما كشف عن ذلك الشيخ بشير النجفي ( الباكستاني)
احد المراجع الأربعة ) )الذين تسلطوا على الرقاب وأذاقوا العراق وشعبه الويل والثبور والفساد ، وهو من دعم وبارك حكومة المحاصصة والنهب والسلب والفساد والقتل والصرعات المسيية من اجل المناصب والكراسي
،،،ولقد افصح عن تعاون السيد السيستاني مع الاحتلال قادة الاحتلال انفسهم وساسته ومنهم بريمر في مذكراته وفضيحة الرشوة التي كشف عنها رامسفيلد ،،،وهنا نطرح تساؤلا: اذا كان السيد الحيدري قد تبرء ظاهرا وواقعا من الكتيب او المنشور والذي يستلزم براءته ايضا من وصفه لمرجعية السيد السيستاني بالفارغة والتابعة لأجهزة مخابرات اجنبية وما ذكره ايضا من فساد العملية السياسية بالعراق بساستها وادارتها وحكومتها لأنها من بركات ودعم مرجعية السيستاني ، فهذا معناه ان السيد الحيدري يقف الى صف تلك الموسسات الدينية والمرجعيات وعلى رأسها السيستاني التي هادنت المحتل ومررت مشاريعه ومارشح عنه من قبح وفساد وهلاك وظلام ودعمت ساسة الفساد والقتل والسرقة والمكر والخداع بل على اقل تقدير انه ساكت عنها والسكوت يعني الإقرار والإمضاء حسب ماهو هو متعارف عليه حوزويا والسيد الحيدري خبير بأعراف الحوزات وهذا معناه ان السيد الحيدري مشترك في ما يتعرض لها العراق وشعبه من قتل وتفجير وترويع وتهجير وحقن طائفي وجوع وفقر وانعدام خدمات وتضييع للحقوق و انتهاك للمقدسات وتدخل سافر لدول جوار وعلى رأسها ايران ودول اقليمية وغربية
المحطة السادسة :
يبدوا ان السيد الحيدري قد ورث منهج التبرير الذي تتفنن فيه الحوزة التقليدية او الفارغة او التابعة كما يسميها هو فمن ضمن ما برر فيه انكاره للكتيب او المنشور هو انه فتنة ولا ادري اين كان السيد الحيدري من الفتنة حينما وصف مرجعية السيستاني بالفارغة والتابعة ؟!!!!، واين كان من الفتنة حينما وزع المنشور قبل عدة اشهر وتناوله الناس وتأثروا فيه ؟!!!!، فهل كانت الفتنة نائمة طيلة هذه المدة؟!!!!، وهل كان هو يغفوا على سمفونيتها الهادئة ؟!!!!، ثم من الذي ايقض الفتنة ؟!!!!، هل هو تقاطع المصالح او اشتراكها؟!!!!، ام تعدد الأدوار ووحدة الهدف مع اؤلئك الذين اساؤا الى الدين والمذهب والعراق وشعبه من مؤسسات دينية ومراجع يترأسهم السيستاني وساسة نفاق وفساد ؟!!!!، وهل اصبح كتمان الحق والحقيقة والتستر على مرجعية مهادنة ومُمررة وداعمة لمشاريع امريكا والغرب الكافر وما رشح عنها من قبح وفساد وظلام هو من مصاديق درء الفتنة ؟!!!!، اين السيد الحيدري من قول الأمام الصدق عليه السلام : إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل وإن نفعك وأن لا يجوز منطقك علمك ؟!!!!،هل تعلم ياجناب السيد الحيدري ان أمير المؤمنين عليه السلام قال: إنما بدء وقوع الفتن أهواء تُتَّبع، وأحكام تُبْتَدَع، يُخالَف فيها كتاب الله.
وهذه الحديث يكشف وبكل وضوح ان منشأ الفتن وسبب اذكاء نارها هو اتباع الأهواء والأحكام المبتدعة يُخالف فيها كتاب الله وتلبس بلباس الحق وما اكثرها اليوم في المؤسسات الدينية ومرجعية السيستاني التي تركت كتاب الله عضين وأمرت الناس بالتصويت بنعم لصالح الدستور الذي خطه الحاكم الأمريكي بريمر، واتخاذه من الكفار اولياء ووليجة من دون المؤمنين والركون للظالمين قال الله العليم الحكيم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51 ،،،
{وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }هود،،113، ولست هنا بصدد سرد مواقف السيستاني التي خالف فيها كتاب الله وسنة نبيه ونهج اهل البيت ؟!!!!،،،وهل تعلم ان شماعة الفتنة هي من الأوراق والمبررات التي يثيرها اؤلئك الذين تخوض معهم النقاشات والحوارات العقائدية فهم يرون ما تطرحه من ادلة وبراهين هي وقود نار الفتنة التي ينبغي ان لا توقد نارها بين صفوف المسلمين ؟!!!!، ، الا يعلم السيد الحيدري ان شماعة الفتنة تشبث ولا يزال يتشبث بها كل ومن وقف ضد طريق الحق والحقيقة ومسيرة الأنبياء والأئمة والصالحين والمصلحين وحركات التحرر والحرية ورفض الظلم والتبعية ؟!!!!،
المحطة السابعة :
مما لايُنكر ان السيد الحيدري جريئا في طرحه وحواراته ومناظراته في البحوث العقائدية والمسائل الخلافية بين المذاهب الإسلامية وهو لايخشى في ذلك لومة لائم او تهديد وبطش احد لكننا نراه مترددا في الكشف عن حقيقة يُراد طمسها وهي فساد وضعف وهشاشة وتبعية المؤسسة الدينية ومرجعية السيد السيستاني بل انه سرعان ما يتنصل عن ما كشفه وصرح به كما هو الحال في موضوع مقالنا هذا ،وهنا نتسائل : هل ان سطوة وبطش مرجعية السيستاني دفعه الى التنصل عن موقفه فنراه يعتم على حقيقة فساد السيستاني ويجهر بصوته في حواراته العقائدية؟!!!!، اليس من الواضح ان خطر مرجعية السيستاني اهول على الدين والمذهب من خطر من يناظرهم ويتحاور معهم (خصوصا مع الالتفات الى ان كتب الشيعة قد امتلئت حوارات ومناظرات وردود على ما تطرح من شبهات على المذهب الشيعي) لأن هؤلاء مكشوفون ومعروفون بعكس السيستاني الذي يدعي التشيع ويتقمص اعلى موقع في المنظومة الشيعية وبيده مقاليد امور الشيعة ومصيرهم ؟!!!!،
الأربعاء سبتمبر 03, 2014 3:01 am من طرف 
موضوع: محطات في مواقف السيد الحيدري المتقلبة من مرجعية السيستاني 
