الوفاء من اصحاب الوفاء

بسم الله المصور
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلاقة بين الأفراد مختلفة باختلاف المواقف والظروف والإمكانيات ودرجات أيضا فقد تكون على درجة بسيطة وقد تكون بدرجة اكبر وأكبر وفي كل الأحوال نحن نحتاج لبلورتها واستمرارها وما أظن أن أحدا يستغني عن بني جلدته
في المقام الأول لقربه منهم ولقربهم منه والا لعاش الفرد منزويا في زاوية من الأرض تظله السماء وتفترشه الأرض
قد يعيش عيشة صعبة لاتاتي أكلها ويبقى يعيش همومه وقد لايعيش لأنه سلك واديا خطرا عليه
الإنسان بطبعه اجتماعي يميل الى اقرانه ويحن اليهم ويركن اليهم أيضا أوقات محنته يستشيرهم ويستشيرونه
يقف معهم كما هم أيضا ويستأنس بهم وبآرائهم وكل مكل للآخر كما ورد في الحديث الشريف المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا
ومن هنا يأتي باب ادخال السرور على المؤمن كما روي عن أبي حمزة الثمالي:
قال سمعت أبا جعفرعليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله:من سر مؤمنا فقد سرني ، ومن سرني فقد سر الله عزّ وجلّ.
وروي عن عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أحب الاعمال إلى الله عزّ وجلّ ادخال السرور على المؤمن : إشباع جوعته ، أو تنفيس كربته ، أو قضاء دينه
ادخال السرور متشعب الأبواب داخل المنزل وخارجه وهومطلب مريح للنفس وقد يأتي بكلمة طيبة أونصيحة وارشاد اوتقديم خدمة معينة وغير ذلك حتى التبسم في وجه المؤمن هو ادخال سرور.
والقلب الطيب لايقبل الاطيبا فهو يبذل مافي وسعه في سبيل راحة الآخرين لعلمه بعاقبة الأمور لأنه يختزن
الراحة المطلوبة غدا ويفرح ويأنس وهذا ربح عظيم أضافه الى رصيده!!!
على كل حال أحببت أكتب عن الوفاء وجرني الحديث الى ماتقدم وهو أمر طيب أيضا مادام مررنا عليه ماخسرنا بل ربحنا لأننا بحاجة الى تذكرة مستمرة والا الكثير والكثير لديهم أكثر وأكثر انما الذكرى تنفع المؤمنين كما ورد
ورد في تفسير من هدي القرآن (أن الوفاء هو الاداء التام دون نقص)
الوفاء من أصحاب الوفاء جميل عطر محبب لدىالناس ومجبولة عليه النفس
ورد في القرآن الكريم عن الوفاء مثل ماورد عن أصحاب الوفاء في سورة هل أتى في قوله تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا) وكما نعلم أن هذه السورة نزلت في أهل البيت عليهم السلام وهم أولى من غيرهم في تطبيق تعاليم السماء رزقنا الله واياكم زيارتهم وشفاعتهم
وقوله تعالى:
(فَاَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ)
وعن اخوة يوسف عليه السلام في قوله تعالى: (فَاَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ )
وكذلك قوله تعالى: (ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود)
ورد في تفسير الأمثل قوله تعالى: (وبعهد الله أوفوا) ولا تنقضوه.
وأمّا ما هو المراد من العهد الالهي المذكور في هذه الآية؟ فقد ذهب المفسّرون إِلى احتمالات عديدة فيه، ولكن مفهوم الآية يشمل جميع العهود الإِلهيّة «التكوينية» و«التشريعية» والتكاليف الإِلهية وكل عهد ونذر ويَمين
يعتبر الوفاء من الأمور التي أمر الله عباده أن يتحلوا به، ولهذا يعدّ من الصفات الحميدة والممدوحة، ويذم من يتصف بخلافها كالخيانة. ولذلك قال الله تعالى:
(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)
ورد في تفسير الأمثل عن الإِمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في قوله الله عزّ وجلّ: (أوفوا بعَهْدِي)قال: قال بولاية أمير المؤمنين(عليه السلام)«أُوفِ بِعَهْدِكُمْ أُوفِ لَكُمْ بِالْجَنَّةِ» تفسير نور الثقلين، المجلد الأول الصفحة 72.
ولا عجب إنْ ورد الإِيمان بولاية علي(عليه السلام) في هذا الحديث، باعتباره جزءاً من العهد. لأن الإِيمان بالأنبياء ومؤازرتهم، من بنود العهد مع بني إسرائيل، ويستتبع ذلك الإِيمان بخلفاء الأنبياء باعتبارهم إمتداداً لمسألة القيادة والولاية 00 انتهى
والوفاء لله أن تشكر الله ولمن أنعم عليك ومن أعظم النعم التي يجب أن يشكرها العبد هو شكره لوالديه قال تعالى:
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)
وهذا الشكر لا يخص فترة حياتهما فقط بل حتى بعد مماتهما أيضاً فأنه يلزم الابن أن يبذل عن والديه كل خير حتى يزيد الله في حسناته أو يرفع عن كاهله السيئات.
قال الإمام الصادق (عليه السلام): ( شيعتنا أهل الورع والاجتهاد، وأهل الوفاء والأمانة، وأهل الزهد والعبادة، أصحاب إحدى وخمسين ركعة في اليوم والليلة، القائمون بالليل، الصائمون بالنهار، يزكّون أموالهم، ويحجّون البيت، ويجتنبون كلّ محرّم)
قال الإمام الحسين عليه السلام لأصحابه: «أمّا بعد، فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عنّي خيراً)
وقال الإمام علي عليه السلام في احدى خطبه:
( ان الوفاء توأم الصدق ولاأعلم جنة أوقى منه)

» تغطية : اطفال روضة نور الزهراء يـ (مهرجان الوفاء بسيهات)
» قصة اصحاب الكساء(عليهم السلام)