اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
التواضع :
التواضع بمعنى التنازل وانكسار النفس وحقيقته حالة في باطن الإنسان تنشأ من التفكير الدقيق في حالته الأولى حيث كان نطفة, وحالته الأخيرة التي هي قبضة تراب, ومن التدبر في أجزاء بدنه وقواه والتفكير في نفسه وقواها
الإدراكية والحالات العارضة عليها وكذلك احتياجاته التي لا تحصى... إنه عندما يفكر في ذلك كله يدرك أنه محتاج إلى ربه سبحانه في كل لحظة مئات الإحتياجات ويدرك أيضاً نعم الله عليه التي لا تحصى كما يزن نسبته إلى عالم الخلقة العظيم فإذا استقرت هذه المعارف في القلب أي تجاوزت الحواس الظاهرية واحتلت مكانها في القلب فإنه في النتيجة يرى نفسه صغيراً وتافهاً غريق الحاجة وعبداً مملوكاً, وثمرة هذه المعرفة ظهور حالة الخضوع والخشوع والمحبة والخوف والرجاء والتسليم والإنقياد إلى ربه في سره وإعلانه والعطف والتصاغر وأداء الحقوق في مقابل المخلوقين. وحالة التواضع هذه التي هي ضد الكبر وهي العلاج القطعي له هناك آيات وروايات كثيرة في مدحها ويشار إلى بعضها.
وما هو ضروري هو معرفة كيفية التواضع مع الله والخلق ويتم التذكير بها هنا على أساس الآيات والروايات ليعرفها القاريء العزيز ويطبق سلوكه معها ويتخلص في النتيجة من مرض الكبر وينعم بملكة التواضع الفاضلة, ويصبح من عباد الله المرضيين والمحمودين.
التواضع مع الله:
بمقدار ما يرى الإنسان في نفسه من الحقارة والذلة والعجز والحاجة, يجب أن يرى في الله تعالى من العزة والرفعة والكبرياء والقدرة وعدم الحاجة ( الغنى ) والربوبية والإحاطة ولهذه المعرفة لوازم يشار إلى كلياتها:
1 - أن لا يرى لنفسه حقاً على الله, إذن لا يستصغر نعمه وعطاياه ولا يقول: أعطى الله فلاناً كذا وكذا ولم يعطني شيئاً.
2 - أن يكون راضياً ومسلماً في مقابل ما أراده الله له وأجراه عليه سواءاً كان ملائماً لرغبته وميله أو مخالفاً... ولا يكون في قلبه وعلى لسانه أي إنكار لذلك.
3 - أن يحب من كل قلبه وروحه خالقه ومربيه والمنعم عليه ولا يتعلق قلبه إلا به ولا يكون له أمل - في الوصول إلى كل خير - سواه فهو وحده أمله ومصدر قوة قلبه ومعتمده, وأن لا يضعف أمام أي خطر يواجهه أو حادثة تحل به ولا يرى نفسه وحيداً ولا يغيب عن قلبه انتظار المدد والعون منه سبحانه.
4 - أن يكون دائماً بصدد إظهار عظمة ربه وجلاله ونعمه اللامتناهية, وبناءاً عليه يجتنب الرياء والتظاهر في الأعمال العبادية بالتفصيل المتقدم في بحث الرياء وأن لا يكون أبداً في معرض طلب الكبر وإظهار نفسه وأن يحذر من التركيز على نفسه وتزكيتها وأن يتصرف في جميع الحالات: الجلوس والقيام والمشي والحديث تصرف العبد " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً ". الفرقان 63.
مقتطفات من كتاب القلبُ السَّليم للسَّيّد عَبْد الحُسَيْن دَسْتغيْب
وفقكم الله تعالى ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام
(يا علي يا علي يا علي (33)) __________________
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين الاشراف و عجل فرجهم ياكريم